لا تُقاس النجاحات بالأعمار، ولا تتوقف المعجزات على الراسخون في العمر، فالإنجاز هو من يحتل مشهد الحياه الحقيقة ويتربّع على سيرة صاحبه، والتاريخ حافل بقصص الكثير من الناجحين والعظماء ولا يعتمد على عدد أيامهم أو مدى أعمارهم، إنّما يقف أمام عتبة شباب/شابات انطلقوا في الأفق متجاوزين حدود الزمان والمكان. الحاضر أيضاً، يشي لنا بالكثير من الأسرار لعديد من الشباب، انطلقوا من النقطة صفر، ليصبحوا اليوم رقماً صعباً في قائمة النجاح.
عالمياً، استطاع مارك زوكربيرغ، بعمر الثالثة والعشرين، أن يكون من بين أبرز الشخصيات العالمية بعد تأسيسه لموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. عربياً، تعد ملاك جهاد عقيلي، على سبيل المثال، ملهمة لجيل جديد من سيدات الأعمال في الأردن، بعد أن اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي الأردني عام 2017 من بين أكثر الشبان والشابات تأثيراً في العالم في مجالات الفن والأعمال الاجتماعية. يمنياً القائمة تطول، ولكن سفير النوايا الحسنة الشاب حامد المقطري، يعد من بين أبرز الشباب الذين يتصدرون المشهد العام في اليمن والوطن العربي برغم أنهم لايزالون في بداية أعمارهم.
سبعة وعشرون عاماً على مولد واحدٍ من بين أصغر رجال المال والأعمال اليمنيين سناً، لكنه واحداً من بين أكثرهم خبرة في التجارة الحرة وريادة الأعمال، متجاوزاً بعمره الصغير كافة العوائق التي تعترض كل من يفكر أن يشق طريقه في مجال “البزنز” في اليمن، ما اضطره إلى تحويل أغلب أعماله إلى خارج حدود وطنه، في روسيا وماليزيا وتركيا، لكنه برغم ذلك، لم يقطع الوصال بأهله ومجتمعه، بل لقد عززها أكثر من خلال مبادراته الخيرية وأعماله الانسانية، ليس في شهر رمضان فحسب إنما على مدار العام.
لم يستسلم الشاب حامد محمود المقطري، لكل الظروف القاهرة التي طغت على بلاده نتيجة الصراعات الدائرة، والتي قسّمت الدولة إلى كانتونات متناثرة، والمجتمع إلى أعراق وطوائف متعددة، إنما وصلت يده البيضاء إلى الجميع، دون تمييز لدواعٍ سياسية أو مناطقية أو عرقية، متجاوزاً الانتماءات الضيّقة إلى الانسانية بمفهومها العام والواسع.اخبار التغيير برس
من طفل رياضي كان يعشق الكرة المستديرة ويحترف في نواديها المتعددة فنّ هذه اللعبة، إلى شاباً يافعاً يقعد في الصفوف الأولى لرجال المال والأعمال، مستهلاً دخوله في هذا المجال عبر شركته الإعلامية “hmc prodactions”، هذه الشركة التي كانت بداية انطلاقته وإطلالته على العالم، فمن خلالها استطاع تسجيل أعمالاً عدّة في عددٍ من الدول العربية والآسيوية، منتجاً العديد من الأفلام الوثائقية والإعلانات الترويجية، مسلطاً الضوء على السياحة والتاريخ والثقافة والعلوم وغيرها.
عمل حامد المقطري بوتيرة عالية وبسنوات قياسية، لكن ما يميّزه أنه لم يقل “لقد وصلت”، بل واصل طريقه، إذ يعتبر كل نجاح مقدّمة لنجاح آخر، وكل تجربة خطوة لإنجازات لاحقة، فكل ما يتقدّم، يفتتح آفاقاً أخرى لمجالات مختلفة، لتأتي شركة الوساطة النفطية “hm oil trading” ثاني شركاته، وهي تجربة جديدة لشاب جديد على هذا المجال، لكنها حتماً ناجحة.
تتابعت نجاحات المقطري، وتعاظمت طموحاته، حيث لم يتوقف عند شركة المواد الغذائيه “hm foods” التي تُعتبر ثالث تجاربه، بل واصل شق طريقه إلى أن طرق باب عالم الأزياء، مستهلاً ذلك بشركة الملابس “hm”، التي أصبحت علامة فارقة تنافس كبار الشركات في الشرق الأوسط من خلال علامتها التجارية التي صارت محل فخر في صدور المشاهير ومتذوقي فنَّ الموضة، ليؤسّس بعد ذلك مجموعته التجارية المعروفة باسم hmc” inrernational”، التي أصبحت واحدة من بين الشركات صاحبة الريادة.
وبرغم أن مجال المال والأعمال يستنزف الكثير من الوقت والطاقة، إلا أن حامد المقطري خصص جزءاً كبيراً من جهوده في الجانبين الخيري والانساني، حيث بدأ كناشط في الجاليات العربية خدمة لبلده وأبناء الوطن العربي الكبير، وما بين روسيا ودول آسيا وأفريقيا والخليج كانت له إسهامات عدّة في ترتيب كثير من الأعمال الإغاثية والانسانية في اليمن وبعض الدول الأفريقية.
لقد استطاع حامد المقطري، خلال سنوات قليلة، أن يشكّل شبكة علاقات كبيرة مع مجموعة عريضة من مثقفي العالم العربي والاسلامي والأوروبي، واكتسب خبرات تجارية كبيرة من خلال مرافقته لرجال المال والأعمال، كما يُعرف عن حامد المقطري، علاقاته الاجتماعية والتجارية الواسعة، التي وصلت إلى شخصيات مهمة في روسيا، وماليزيا، وجاكرتا، والكثير من شيوخ وأمراء الخليج، محرزاً نجاحات واسعة عززتها ثقة الآخرين به.
خاض حامد المقطري العديد من الدورات التأهيلية والتدريبية في العديد من البلدان، متنقلاً ما بين روسيا وماليزيا وتركيا ومصر وألمانيا ولبنان، واختطَّ طريقاً وسطياً يقدّم الخدمات للناس، كل الناس، دون النظر إلى الجنسيات أو الأعراق أو المذاهب أو الأديان، وهو ما أهله لأن يكون سفيراً للنوايا الحسنة؛ وبجدارة.
نبيل با مطرف